نقاد: غياب أحمد حلمي وراء اكتساح هنيدي للإيرادات

برغم تحقيقه لأعلى الإيرادات خلال موسم عيد الأضحى بجمعه لأكثر من 10 مليون جنيه مصري حتى الآن (مليونا دولار تقريبا)، إلا أن نقادا رأوا في فيلم محمد هنيدي الجديد "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" نجاحا قاصرا، خاصة في ظل غياب نجوم الكوميديا عادل إمام وأحمد حلمي ومحمد سعد.

وعلى الرغم من ذلك كسب هنيدي الرهان في خروجه من عنق الزجاجة في المراهنة على إمكانية عودته إلى القمة مجددا، بعد أن تجاوزت الإيرادات سقف العشرة ملايين جنيه مصري (مليوني دولار تقريبا)، من خلال التعاون مع كاتب السيناريو يوسف معاطي، بعد أن استطاع الأخير أن يعيد في كتابته الفنان عادل إمام الملقب بـ"الزعيم" إلى الواجهة مجددا، بعد أن تراجع في أفلامه "بخيت وعديلة" و"رسالة إلى الوالي" وغيرهما.

إلى جانب ذلك أتي النجاح الذي حققه هنيدي في اختياره العودة في موسم العيد، في ظل غياب منافسيه الكوميديين الكبار عادل إمام ومحمد سعد وأحمد حلمي، إلى جانب نجوم الشباك أحمد السقا وكريم عبد العزيز وأحمد عز وغيرهم.

الأسوأ فنيا

ورغم نجاح هنيدي في تحقيق هذه النتيجة التي جاءت بعد فشل أكثر من فيلم آخرها "عندليب الدقي"، إلا أنه في مقاييس الفن -كما ترى الناقدة ماجدة خير الله- لم يحقق الفيلم شيئا يذكر، فهي ترى فيه الفيلم "الأسوأ فنيا في هذا الموسم ولم يحقق أي تميز".

من جهته رأى الناقد رفيق الصبان أن الفيلم "استند إلى فيلم أجنبي (الملائكة الزرقاء)، خصوصا في الجزء الذي تظهر فيه الفنانة اللبنانية سيرين عبد النور، وتقوم بتأدية دور مغنية إغراء ينجذب إليها الشباب وطلاب المدارس".

ولم تختلف رؤية الناقد عصام زكريا عن وجهة نظر الصبان، معتبرا أن الفيلم خلطة من عدة أفلام عربية إلى جانب الفيلم الأجنبي الذي أشار إليه الصبان.

وإذا أخذنا أن اعتبار نجاح أي عمل فني المقياس الذي وضعه قبل أكثر من ربع قرن نجم الكوميديا عادل إمام، هو الإيرادات، فإن فيلم هنيدي حقق هذا المقياس بالنسبة لموسم العيد، إلا أنه في الواقع لا يمثل نجاحا في الإطار الفني والفكري والإنساني، رغم بعض الانتقادات غير المباشرة للواقع المصري.

فالفيلم قدم كوميديا تستند إلى موقف رؤية تعيد المرأة إلى المنزل، بعد أكثر من قرن منذ أطلق قاسم أمين فكرة حرية المرأة، وبعد سنين طويلة من كفاحها للدخول إلى سلك العمل والحصول على حقوقها وإعطائها فرص مساوية لفرص الرجل.

إلى جانب الانحياز لنمطية التعليم التقليدية التي سادت في مطلع ومنتصف القرن الماضي، التي تستند إلى معاقبة الأستاذ لتلاميذه النشاز حسب تقديره جسديا لتحقيق النجاح في التعليم.

ومن خلال هذا الانحياز قدم هنيدي شخصية مختلفة عما تعود الجمهور عليه، فهو يقوم بتقديم شخصية متزمتة كأستاذ للغة عربية في منهجه التعليمي، وفي رؤيته للمرأة ضمن نمطية شخصية معروفة في الأفلام المصرية، إلا أنه يقدمها ضمن خصوصيته كفنان.

وهاتان القيمتان اللتان تجاوزوهما الزمن تم التعبير عنهما من خلال إبراز شخصية أستاذ اللغة العربية رمضان مبروك أبو العنين حمودة أي هنيدي خلال تدريسه للطلبة في إحدى المدارس الريفية، وهو يقوم بإيقاع العقاب عليهم لأخطاء ارتكبوها في وظائفهم، محافظا على تزمته رغم الفساد المنتشر في المدرسة والرشاوي التي يتقبلها المدير انعكاسا للواقع القائم.

وكذلك إبراز شخصيته المحافظة تجاه المرأة عندما يصور الفيلم رفضه الزواج من إحدى بنات قريته، بعد أن فرضتها أمه عليه؛ لأنها تعلق على جدران حجرتها صورا لمطربين وفنانين بما اعتبره تجاوزا منها.

يتغير مسار الفيلم بعد أن يقوم وزير التربية والتعليم (عزت أبو عوف) بإرسال ابنه عقابا له لاعتدائه على مدير مدرسته، ليتعلم في نفس مدرسة القرية التي يعمل بها هنيدي، خصوصا وأنه تعلم فيها قبل أن يصل إلى منصبه الحالي.

يوقع هنيدي عقابا شديدا على الابن في أول يوم له في المدرسة؛ مما يجد له صدى مريحا عند الوزير الذي يقرر نقل هنيدي إلى مدرسة أبناء الأثرياء؛ ليقوم بتعليم أبناء الوزراء، بما في ذلك ابن وزير الداخلية، وهي الفرصة التي انتقد هنيدي فيها هيمنة وزارة الداخلية المصرية على الحياة في مصر.

مغنية الإغراء

ليصبح الحدث أيضا مقدمة للانتقال للقسم الثاني من الفيلم، وهو تعرف أستاذ اللغة العربية المتزمت على مغنية الإغراء خلال محاولته منع تلامذته من الاحتكاك بها، بعد أن فشل ذويهم في تحقيق هذا الهدف، فحاولوا إبعادها عن البلاد.

وتتحول هذه المفارقة الكوميدية إلى علاقة عاطفية تربط بين المدرس المتزمت والمغنية المتحررة، وصولا إلى الزواج، وصعودا إلى الذروة في أن تعتزل المغنية عملها وتتفرغ لبيتها الزوجي، ضمن النظرة المحافظة التي تعامل فيها الفيلم مع المرأة.

هذه المفارقات جاءت على حساب البناء الدرامي لشخصية رمضان مبروك أبو العلمين حمودة المتزمت الذي يتحول إلى شخصية مهزوزة وغير مبدئية، بعد إيقاعه العقاب على ابن الوزير وتوقعه أن يقوم الوزير برفضه، كذلك المعاملة الدونية مع ابن وزير الداخلية إلى جانب تنازله عن مبادئه في رفض الدروس الخصوصية.

خلفت هذه المواقف كوميديا ضحك لها الجمهور، ولكنها في المقاييس الفنية شكلت تهديما للشخصية المتزمتة التي لا تنسجم الأحداث مع نموها الدرامي، رغم نجاحها في آخر الفيلم في تثبيت المواقف المتزمتة التي التزمها رمضان مبروك أبو العلمين حم

مشكوررررررررررررررررررررررررر..ولك مني اطيب واجمل تحيه

مشكور علي مرور